هل ينضم هاميلتون للريدبول؟

يعاني سائق المكلارن البريطاني لويس هاميلتون من فترة صعبة في مسيرته المهنية في سباقات الفورمولا1، فبعد سباقين مخيبين للآمال في موناكو وكندا تضاءلت آماله في منافسة فيتيل على إحراز بطولته الثانية، إذا يحتل البريطاني المركز الرابع بفارق 76 نقطة عن الألماني وسلاحه السريّ سيارة الريدبول.

بدأ هاميلتون مشواره في سباقات الفورمولا1 مع المكلارن في 2007 وكان قريب من تحقيق بطولته الأولى في أول موسم له، قبل أن يظفر الفنلندي كيمي رايكونن بالتربع على عرش البطولة في السباق النهائي في البرازيل. الأمطار لم تخذل هاميلتون على الحلبة البرازيلية بعد عام واحد، حيث تمكن من تحقيق بطولته الأولى والوحيدة حتى الآن في الفورمولا1 على حساب البرازيلي فيليبي ماسا الذي لم ولن ينسى حادثة سنغافورة التي جعلته خارج مضمار المنافسة.

ثلاث سنوات تفصلنا عن آخر بطولة محققة لهاميلتون في الفورمولا1، لم يتمكن خلالها من الفوز بلقب جديد، أو بالحقيقة لم تتمكن المكلارن من الفوز ببطولة الصانعين، على الرغم من تواجد جميع العناصر التكاملية والموارد اللازمة لتحقيق هذه النتيجة. استسلم الفريق لسرعة البراون جي.بي في 2009 ورضخ لأمر الواقع مع الريدبول في 2010، وهو الآن يسير بإتجاه معاكس عكس عقارب النقاط التي تخوله منافسة الريدبول والسائق الذهي سيباستيان فيتيل.

يأتي غضب هاميلتون وإحباطه المستمر من حقيقة إعتقاده بأنه أفضل السائقين على ساحة البطولة، وباستطاعته التغلب على أيّ سائق، ولكن السيارة الحالية، أو حتى القديمة لم تكن جديرة بالمنافسة. تأتي استنتاجات هاميلتون من واقع هزيمته لزملائه في الفريق ومقدرته الوحيدة على المنافسة على البطولة حتى الجولة الأخيرة من الموسم الماضي في أبو ظبي.

هذا الأداء يدفع هاميلتون للتساؤل، ماذا أفعل هنا؟ حلمي هو الفوز ببطولة العالم ولكن إذا استمريت على هذا النجج فلن أتمكن من تحقيق بطولة عالم ثانية، ثالثة، أو حتى رابعة…هل الريدبول هي الملاذ الوحيد لتحقيق حلمي؟ مع العبقري أدريان نوي الذي خالف قوانين الطبيعة ليصنع سيارة قادرة على عبور خطّ النهاية في المركز الأول، دائماً وأبداً.

إنطلاقاً من هذه المعايير والتساؤلات، إجتمع السائق الشاب (26 عاماً) على هامش جائزة كندا الكبرى، مع مدير فريق الريدبول كريستيان هورنر. ولكن قللّ هاميلتون من أهمية الإجتماع، مؤكداً أنها كانت زيارة شخصية تجمعه بكريستيان هورنر منذ عدّة أعوام حتى قبل وصوله الى الفورمولا1، متمسكاً برغبته في البقاء مع المكلارن في حال كان الفريق قادراً على تزويده بسيارة قادرة على مقارعة سرعة الريدبول.

ولكن هل يمكن أن يكون الإجتماع مرحلة تمهيدية في مفاوضات الطرفين المستقبلية؟ تعتبر العديد من الأوساط الإعلامية في ميدان الفورمولا1 أنه من الخطأ التعليق بأهمية على الإجتماع الذي حصل بين هاميلتون وهورنر، معتبرة أنه سيكون من الغباء التجول في أروقة الفورمولا1 على مرأى ومسمع من الجميع في مناقشة مستقبله.

ولكن في الحقيقة وبالعودة الى التاريخ، فبعد فوز فرناندو ألونسو ببطولته الأولى في العام 2005، إقترح رون دينيس على الإسباني الإنضمام الى صفوف فريقه قبل صعوده على منصة التتويج في البرازيل. كما زار ألونسو الريدبول في 2007 خلال جائزة بلجيكا الكبرى للبحث في إمكانية انتقاله الى الفريق النمساوي، معتبراً أنّ مسيرته مع المكلارن إنتهت.

ألونسو لن يبارح مكانه، فهو جدّد عقده مع الفيراري حتى العام 2016، فيتيل سيبقى مع فريقه المفضل حتى 2013 في حين لم يحدد هاميلتون مستقبله على الصعيد المهني والشخصي. نظرياً، ينتهي عقد هاميلتون مع المكلارن نهاية الموسم المقبل (2012) بعد توقيعه عقد لمدة خمس سنوات في أعقاب إنضمامه للفريق في 2007 مع فرناندو ألونسو. ما يعني أنّ هاميلتون لن يستطيع مغادرة المكلارن حتى العام 2013.

ومع ذلك، سيكون من الطبيعي وجود بنود سرية بين الطرفين لفسخ العقد وفقاً لشروط معينة، نظراً لمدّة العقد الطويلة (5 سنوات من 2007 الى 2012). لذا لا يمكن تهميش نظرية إنتقال هاميلتون الى الريدبول حتى في الموسم القادم، في ضوء تصاريح الريدبول وخصوصاً هيلموت ماركو حول مستقبل الاسترالي مارك ويبر.





فقد كشف مدير الريدبول كريستيان هورنر خلال جائزة كندا الكبرى، وتحديداً يوم الخميس أنّ ويبر أعلمه عن رغبته في إكمال مسيرته مع الريدبول، ولكن بعد 24 ساعة فقط لم يكن هذا قرار ويبر الحقيقي ’’علينا أن ننتظر ونرى. لا يزال هناك متسع من الوقت..‘‘. إذاً لماذا أعلن هورنر أنّ ويبر يريد البقاء مع الريدبول في حين أنّ الاسترالي لم يقرر بعد وجته المستقبلية؟ هل كان تصريح هورنر رسالة الى هاميلتون لحثه على إتخاذ قراره حول مستقلبه مع المكلارن؟ أو الانتقال الى الريدبول؟ هل هي صدفة أن يجتمع هاميلتون مع هورنر بعد 48 ساعة من تصريحات الأخير؟

قد يتساءل البعض، لماذا تريد الريدبول هاميلتون؟ ولماذا تريد زجّ نفسها في معركة داخلية بين الألماني والبريطاني؟ هل ستكون خطوة إيجابية للفريق؟ أم يجب اتباع السياسية الحالية عبر جعل فيتيل السائق رقم واحد؟

في الواقع، أساس الفورمولا1 مبني على إدارة الأموال وجني الأرباح، وفكرة إنضمام هاميلتون الى الريدبول تأتي تحت الحملات التسويقية للشركة النمساوية التي تتطلع قدماً الى إيصال أفكارها عبر جيل جديد من الشباب، عبر أبطال عالم، وعبر أفضل السائقين على ساحة البطولة.

في حال إنضمام هاميلتون الى الريدبول، سيتوجب على الاسترالي إنهاء مسيرته في الفورمولا1 أو الانتقال الى فريق آخر، هذا الفريق يمكن أن يكون الفيراري في ظلّ تراجع أداء البرازيلي ماسا الذي ربما يخسر مقعده في نهاية هذا الأسبوع في حال لم يتمكن من تعزيز رصيد الفيراري في بطولة الصانعين (على الرغم من إمتلاكه عقد مع الفيراري حتى 2012) فكلنا يعلم ماذا حدث مع كيمي رايكونن في 2009 أليس كذلك؟

ولكن يبقى السؤال، هل سنشاهد هاميلتون بطلاً للعالم مع الريدبول في السنوات القادمة؟
← مكلارن مستعدة لتجديد عقد باتون
إطارات جديدة في فالنسيا →


لاتنسو الردود
تحياتي لكم القميري